الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات ناج من لعبة الحوت الأزرق القاتلة يروي ما حدث

نشر في  20 فيفري 2018  (13:40)

كشف أحد ضحايا لعبة " الحوت الأزرق" الذي كتب له عمر جديد، بعد أن تملص من الوقوع في براثنها في آخر لحظة، تفاصيل ما حدث معه وهذا التطبيق الذي يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية، ويتلقى من خلاله من يدخل غماره أوامر على مدار 50 يوماً تنتهي بطلب الانتحار عند مرحلة تحدي الموت.

اقتل والدتك أو نقتل رفاقك

وروى الضحية وائل بوطبة "19 سنة" من ولاية ميلة (في الشرق الجزائري) لـ "العربية.نت" كيف ولج دهاليز لعبة الحوت الأزرق المميتة بسرعة ودون وعي عن طريق مجموعة من الرفاق كانوا يتواصلون على شبكات التواصل الاجتماعي، وعقب مجموعة من الأسئلة والتحديات التي جعلته ينغمس أكثر، طلبت منه جرح يده، قبل أن تسأله إذا كان قادرا على قتل والدته، أو أنها ستقتل رفاقه، الأمر الذي جعله يضطرب ويدخل في حالة هستيرية راميا هاتفه النقال، مهرولا إلى الشارع صارخا مذعورا.

والد الضحية سارع إلى أخذ ابنه إلى راق معتقدا أن به مس قبل أن يعرف ما جرى معه، ليتم نقله إلى الطبيب، الذي شرح لهم حالته.

وائل ليس الوحيد الذي وقع ضحية لهذه اللعبة في محيطه فصديقته هي الأخرى دفعها الفضول إلى خوض التجربة، حسب محدثنا، وقد وصلت إلى المستوى السادس من اللعبة، قبل أن تنسحب بإيعاز من وائل.

التهديد بحرق البيت

وعلى عكس وائل وصديقته ذكرت مصادر أخرى لـ"العربية.نت" أن ضحيتين أخريين بولاية الجلفة وصلتا إلى مستويات متقدمة في لعبة الحوت الأزرق تجاوزت المستوى 27، حيث تملي عليهم اللعبة أوامر برسم حوت أزرق بآلة حادة على ذراعيهما، وفي حالة رفض الأمر أو عدم مواصلة اللعب تهدد الضحيتين بحرق بيتهما، وهي الأوامر التي تتطور تدريجيا حتى يتم السيطرة كليا على الضحايا.

وتبدأ التحديات أو الأوامر من مشاهدة فيلم رعب مثلا عند الساعة الثالثة صباحا، أو عدم التكلم مع أي أحد يوما كاملا، إلى أوامر وتحديات أصعب وأصعب تصل إلى مواجهة الموت.

لاتزال لعبة الحوت الأزرق تفتك بالأطفال والمراهقين في الجزائر، إذ تم الأربعاء، تسجيل ضحيتين جديدتين حاولتا وضع حد لحياتهما، بسبب هذه اللعبة، بكل من ولايتي الجلفة وتيزي وزو. فيما ارتفع عدد ضحايا هذه اللعبة القاتلة المحرّضة على الانتحار في أقلّ من شهر إلى 5 أشخاص.

وأوردت صحيفة النهار الجزائرية أنه في بلدية مسعد التابعة لولاية الجلفة، سجلت ضحية للحوت الأزرق وهي مراهقة عمرها 16 سنة. فيما عرفت ولاية تيزي وزو أول محاولة انتحار لمراهقة ذات 13 ربيعا من قرية واقنون. وقد تم إنقاذها بعدما نقلت على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بمدينة تيزي وزو.

الفضول والعزلة

الفضول وحب اكتشاف تحديات اللعبة، إضافة إلى العزلة، هي الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى إدمان لعبة الحوت الأزرق والامتثال لأوامرها وتنفيذها حتى وإن كان فيها إيذاء لأنفسهم قد يؤدي بهم إلى التهلكة والموت.

ويبدو أن ضحايا لعبة الحوت الأزرق ليسوا حالات معزولة كما كان يبدو من أول وهلة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، إذا إن عداد الضحايا لم يتوقف بمرور الأيام حيث تم تسجيل ضحايا جدد للعبة وخاصة من الأطفال المراهقين في العديد من الولايات، مثل ذلك الطفل الذي كان يهم بالانتحار بباتنة "فداء لوالديه" والفتاة التي أصابتها هيستيريا بتيزي وزو تبين فيما بعد أن على ذراعها رسم الحوت الأزرق، وحالة طفل آخر يبلغ من العمر 10 سنوات بالجلفة.